-->

ما هو الدور الذي يلعبه هرمون النوم في تكوين الذاكرة؟


  • ما هو الدور الذي يلعبه الميلاتونين (هرمون النوم) في تكوين الذاكرة والقدرة على تذكر الأشياء؟
  • الميلاتونين، هو هرمون يتم إنتاجه بشكل طبيعي في الدماغ، للمساعدة على النوم وتنظيم الساعة البيولوجية.
  • تكوين الذاكرة هو محور بحث مستمر، وهناك أسئلة حائرة حول الآليات الدقيقة التي تدعمها في الدماغ.
  • ربطت دراسة جديدة بين الميلاتونين (هرمون يساعد على النوم) وتحسين الذاكرة لدى القوارض.
لقد ظل النوم والكيفية التي يتم بها تشكُّل الذاكرة والذكريات في عقل الإنسان، لغزاً محيراً للباحثين لأكثر من قرن من الزمان، ولا تزال هناك العديد من الأسئلة، التي تحتاج إلى إجابة، حول الآليات البيولوجية التي تقوم عليها.
ما هو الدور الذي يلعبه هرمون النوم في تكوين الذاكرة؟
ما هو الدور الذي يلعبه هرمون النوم في تكوين الذاكرة؟


أشارت دراسة حديثة أجريت على الفئران، ونشرت نتائجها على NeuroReport، أن الميلاتونين (هرمون النوم) يؤثر على تكوين الذاكرة، من خلال تنظيم فسفرة البروتينات، في أجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.

ربما بسبب هذه الفجوة في الفهم، لا توجد تدخلات دوائية يمكن اتخاذها لتحسين الذاكرة، حيث أنه في الوقت الحالي، لا توجد أدوية معتمدة، ومصادق عليها من إدارة الغذاء والدواء، لتحسين تكوين الذاكرة.

بحسب Medical News Today، يقول الدكتور Dr. Raj Dasgupta، كبير المستشارين الطبيين لـ Sleep Advisor: “في حين أن بعض الأدوية الموصوفة تستخدم لتحسين الذاكرة في حالات مثل مرض الزهايمر، إلا أنه لا يُنصح بها لتعزيز الذاكرة العامة لدى البالغين الأصحاء”.

ماهو الميلاتونين؟

الميلاتونين هو هرمون تنتجه الغدة الصنوبرية بشكل طبيعي، في مركز الدماغ استجابة للظلام، وهو يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية وأوقات النوم والاستيقاظ.

وفقًا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH)، فإن الميلاتونين يلعب دوراً مهماً في المساعدة على علاج أعراض اضطرابات النوم، خصوصاً تلك التي تسببها الرحلات الجوية الطويلة، وكذلك الأرق.

لقد تم ربط النوم بتحسين الاحتفاظ بالذاكرة لأكثر من قرن من الزمان، ويعتقد الباحثون أن حالة الدماغ أثناء النوم يتم تحسينها لتعزيز الذاكرة، على الرغم من أن الآليات الدقيقة الكامنة وراء هذا الارتباط غير واضحة.

لاستكشاف ما إذا كان الميلاتونين ومشتقاته له أي آثار على الذاكرة، أجرى الباحثون تجارب على الفئران، ورأوا أنه يعزز الذاكرة طويلة المدى، عن طريق تعديل فسفرة البروتين.



كيف يعمل الميلاتونين على تحسين الذاكرة؟

من أجل تحديد ما إذا كانت الآلية، التي تكمن وراء العلاقة بين الميلاتونين وتحسين الذاكرة لدى الفئران، كانت بسبب تنشيط مستقبلات الميلاتونين أو فسفرة البروتينات الأخرى المشاركة في تكوين الذاكرة.

أجرى الباحثون في جامعة صوفيا، طوكيو، باليابان سلسلة من التجارب. على ذكور الفئران، وقرروا عدم استخدام إناث الفئران في التجارب، لخشيتهم من أن دورة الخصوبة لدى الإناث قد تؤثر على النتائج.

آلية عمل الدراسة

تم تدريب الفئران لأول مرة، للعثور على جسم خزفي لم يروه من قبل، أثناء تعرضهم للضوء لمدة 12 ساعة، ولدورة مظلمة مدتها 12 ساعة أيضاً.

تم تصميم هذه التجربة، لقياس تكوين الذاكرة طويلة المدى لدى الفئران، باستخدام مهمة التعرف على الكائنات الجديدة (NORT).

تم أيضاً تعريف الفئران بساحة تجريبية على مدى ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع، تم تقديم كائنين لمرحلة التدريب، وبعد مرور 24 ساعة تم استبدال جسم مألوف بجسم جديد لمرحلة الاختبار.

قام الباحثون بعد ذلك بتسجيل مدة الاستكشاف، التي تعمل كمؤشر على مدى ذاكرة التعرف على الأشياء.

اختبار الذاكرة الأولى

بعد اختبار الذاكرة الأولي، تم إعطاء الفئران إما الميلاتونين، وهو دواء يرتبط بمستقبِل الميلاتونين المسمى راملتيون، وهو مستقلب استقلابي للميلاتونين يسمى AMK، أو علاج تحكم وهمي، مع تقييم فعالية هذه العلاجات على أداء ذاكرتهم بعد اختبار الذاكرة الأولي.

النتائج

وجد الباحثون زيادة في التعرف على الأشياء الجديدة في الفئران التي تم إعطاؤها الميلاتونين، AMK، والراميلتيون مقارنة بالضوابط.

قام الباحثون بعد ذلك بالقتل الرحيم للفئران، وأخذوا عينات من أدمغتها حتى يتمكنوا من النظر إلى فسفرة البروتينات، المرتبطة بتكوين الذاكرة في أجزاء الدماغ ذات العلاقة بإنشاء الذاكرة، والحصين، والقشرة المحيطة بالأنف.

ووجدوا أن فسفرة البروتينات المرتبطة بالذاكرة قد زادت في وجود الميلاتونين AMK والراميلتيون.

تشير هذه النتائج إلى أن الميلاتونين، يشارك في تعزيز تكوين ذاكرة التعرف على الأشياء على المدى الطويل، عن طريق تعديل مستويات الفسفرة في البروتينات المرتبطة بالذاكرة.

ملحوظة: الفسفرة هي عبارة عن مجموعة كيميائية يتم إضافتها إلى البروتين، مما يؤثر على مستويات نشاطه في التفاعلات الكيميائية الحيوية.



إذا أعجبتك هذه المقالة واستفدت منها، لا تنس مشاركتها لأصدقاءك، لتعم الجميع الفائدة.